حرائق هذا الصيف جرحٌ مفتوح.
بقلم كلوديا بينيتيز
HoyLunes – كم من الطبيعة وكم من الإبداعات البشرية اختفت بسبب حرائق السنوات الأخيرة؟ كل صيف يزداد ضراوة، ومعه النار المدمرة. حياتنا تتغير، وحتى لو رفضنا الاعتراف بهذه التغييرات، فهي تحدث. يُذكرنا الفن بهذه الحقيقة، مُظهرًا لنا أنه حتى في الرماد ثمة إمكانية للبعث. كل جدارية تُرسم في مدينة مُدمرة، وكل منحوتة تُمنح من خشب مُحترق، وكل صورة تُلتقط أثر النار هي أيضًا بادرة مقاومة.
على الرغم من استحالة استعادة ما فُقد، فإن مرونة الإبداع تُتيح لنا التأكيد على أنه، وإن لم يستطع الفن إطفاء الحرائق، إلا أنه قادر على تسليط الضوء على عواقبها. إنه يُتيح لنا أن نشعر، وأن نفهم، وأن نتذكر. والأهم من ذلك كله، أنه يدفعنا إلى تخيّل مستقبل يتغلب فيه الإبداع على الفناء.

تُذكرنا حرائق الغابات بشيء نفضل نسيانه: لا شيء مضمون، ولا حتى ما نعتقد أنه أبدي. ليست الجبال والحيوانات وحدها هي التي تختفي؛ بل تُفقد أيضًا الأرشيفات والمجموعات والكنوز العائلية الصغيرة. قد تحترق مكتبة في دقائق، وقد يبتلع الدخان لوحة، وقد يختفي عمل فني كامل دون أن يترك أثرًا.
لم تعد هذه حوادث معزولة. لقد أصبحت سمة ثابتة لفصول الصيف المعاصرة، تُغذيها موجات الجفاف الطويلة، وموجات الحر الشديد، وأزمة المناخ العالمية. نميل إلى اعتبارها مآسي بيئية – غابات، وحياة برية، ومنازل مدمرة – لكنها أيضًا تلتهم جزءًا من تراثنا الثقافي: مبانٍ ومكتبات وإبداعات أخرى لا تُحصى تختفي تحت النيران.

عندما يحترق إبداع، لا يضيع مجرد شيء. ذكرى، قصة، جزء من هويتنا الجماعية انطفأت. وهكذا، تُصبح حرائق الغابات محوًا للتاريخ. هذا الفراغ مُدمرٌ كتحول الغابات إلى رماد. ومع ذلك، من هذا الفراغ تنبثق أيضًا الحاجة المُلِحّة لإعادة الإبداع، لإعادة تسمية ما فُقد، لحفظ الذاكرة بأشكال جديدة.

في مثل هذه اللحظات، يُصبح الفن مرآةً تُجبرنا على مواجهة الجرح، ولكنه أيضًا تحذيرٌ يُطالب بالمسؤولية. الفن يُسجل ويُدين. لا يقتصر الفنانون على تصوير النيران كمشهدٍ بصري: إنهم يُحوّلون الكارثة إلى شهادة، ويبنون رؤيةً جديدةً لعالمنا.
,hoylunes, #claudia_benitez#
 
			 
                                 
                                