توفي النجم الأسطوري لفيلم “اللدغة” ومؤسس مهرجان صندانس السينمائي عن عمر ناهز 89 عامًا في منزله بولاية يوتا، تاركًا وراءه إرثًا جمع بين الفن والالتزام الاجتماعي وحب السينما المستقلة.
بقلم خورخي ألونسو كورييل
HoyLunes – ودع أحد آخر أساطير السينما الكلاسيكية. رحل روبرت ريدفورد اليوم، 16 سبتمبر 2025، عن عمر ناهز 89 عامًا، أثناء نومه في منزله في صندانس بولاية يوتا. المكان نفسه الذي غرس فيه، قبل عقود، بذرة ما سيصبح إرثه الثقافي العظيم: مهرجان صندانس السينمائي.
كان ريدفورد أكثر من مجرد أحد أجمل الممثلين في تاريخ السينما، وأكثر بكثير من مجرد وجه بارز في هوليوود في سبعينيات القرن الماضي. جسّدت شخصيته مزيجًا من الموهبة والكاريزما والوعي الاجتماعي. على الشاشة، جسّد شخصية “ساندانس كيد” الخارج عن القانون، والمحتال في فيلم “اللدغة“، والصحفي الذي تحدى السلطة في فيلم “كل رجال الرئيس“، والمنعزل النبيل جيرميا جونسون. لكن خلف تلك النظرة الصافية والهادئة، كان يختبئ مبدعٌ لا يهدأ، مصممٌ على ألا تكون السينما مجرد عرضٍ استعراضي، بل أيضًا حقيقةً وتأملًا والتزامًا.
أحدث قراره بتأسيس معهد ساندانس عام ١٩٨١ – وبعده بفترة وجيزة، المهرجان الذي يحمل الاسم نفسه – نقلةً نوعيةً في تاريخ السينما المستقلة. فقد منح صوتًا ومنصةً للمخرجين الذين أصبحوا اليوم مراجع عالمية، من كوينتين تارانتينو إلى كلوي تشاو. أدرك ريدفورد قبل أي شخص آخر أن القصص العظيمة يمكن أن تولد بعيدًا عن الاستوديوهات، على الهامش، في سينما المؤلفين.

اتسمت حياة ريدفورد أيضًا بالهشاشة الإنسانية: وفاة أحد أبنائه في سن مبكرة، وفقدان آخر في عام ٢٠٢٠، والصراعات الحتمية التي رافقت حياته العامة. إلا أن هذه الجراح جعلته أكثر قربًا من الناس وأكثر أصالة. إن دفاعه عن البيئة، وحكمته وسط ضجيج الإعلام، والتزامه بإتاحة الفرص للآخرين، تُكمل صورة رجلٍ لا يهدأ، بقلبٍ كبير، مهتم بالآخرين والعالم – رجلٌ اختار أن يستخدم نفوذه لفتح آفاقٍ جديدة وتشكيل سينما متنوعة ونقدية.
في عام ١٩٨١، أثبت ريدفورد جدارته كمخرجٍ عظيم، ففاز بجائزة الأوسكار لأفضل مخرج عن فيلم “أناس عاديون”، وهو أول ظهورٍ مبهرٍ له خلف الكاميرا. تبع ذلك أفلامٌ رائعة مثل “نهرٌ يجري من خلالها”، و”حرب حقل الفاصولياء ميلاغرو”، و”مسابقة”، و”هامس الخيول”، وهي أعمالٌ رسّخت مكانته كمخرجٍ بارزٍ بأسلوبٍ ورؤيةٍ مميزين – حساسين، وعميقي الإنسانية.

رحل عن عالمنا شخصية ثقافية بارزة، ومرجع أصيل للفن السابع. سيبقى إرثه خالدًا في كل مخرج سينمائي يجرؤ على سرد القصص بحرية، وفي كل مشاهد يسعى في السينما إلى ما هو أبعد من مجرد الهروب: الفن كأداة قيّمة للتأمل في حالتنا الإنسانية وفي العالم من حولنا. رحمه الله.

,hoylunes, #jorge_alonso_curiel, #robert_redford#